
قصة في الحُرية:
كان عمرو بن العاص والياً على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، واشترك ابنٌ لعمرو بن العاص رضي الله عنه مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وبالطبع فإن الغلام القبطي المضروب لا يمكنه الانتقام منه، فقام والده بالسفر في صحبة ابنه إلى المدينة المنورة للشكوى، فلما أتيا أميرَ المؤمنين عمر، بيّن له الوالدُ ما وقع لولده.
فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، فلما حضر الجميع، ناول أميرُ المؤمنين عمرُ الغلامَ القبطي سوطًا، وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضرب الغلامُ القُبطِيُّ ابنَ واليَ مصر عمرِو بن العاص حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه.
عندئذ قال له أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:” لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص قائلا:” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ” (الولاية على البلدان)